بقلم : م مظفر
”زهراء” بعينيها الصغيرتين تراقب
المارة ، الشوارع مزدحمة و حركة المرورعالية .
بين حين وآخر عندما تتوقف نظرتها علي أحد المارة
تمد يدها الصغيرة له وبعينيها البريئتان تنظراليه ، ربما يترك مبلغا في إناءها .فعندما
يمرالعابر دون جدوي متبددا املها وتعود
تبحث عنيانها عن آخر . من الصباح حتى الآن لم تحصل علي اي دخل ، ماذا
ستقول لأمها ؟! والقلق سيد الموقف في داخلها ، والنكاية تحيط بها ، تود ان تكبي
ولكنها غير قادرة علي ذلك .
تسأل نفسها :
ألا يعرفون هؤلاء المارة أن هي و أمها واخوها
الصغيرلم يتناولوا العشاء ؟! ، وعندما أصبح والدها عاطل عن العمل وسُجن بسبب
الإدمان على المخدرات ازدادت حالتهم اكثرسوءا
.
مع أن والدتها تشتغل بغسل ملابس المواطنين ، ولكن
بصفة عامة يمضون الليل دون عشاء .
و في الليل قبل النوم تسأل أمها : متي يتحسن حالنا
؟! اجلب لُعب لنفسي واشتري آيس كريم و اذهب الي المدرسة ، وترد عليها الأم ببسمة
مليئة بالحزن : قريبا يا عزيزتي !! ولكن لا هي ولا والدتها لا يصدقان ذلك وتخلد النوم زهراء
ثانية في احلام الطفولة . ويسود التعب والجوع على جسمها الهزيل .
تتوقف أمامها
سيارة من مديل ”مرسدس” بتكفة غالية ، ينزل منها فتي وفتاة وينزل معهما السائق لكي
يراقبهما . يتوقفان لحظة في أمامها، وينظران اليها نظرة الازدراء وبدت عينيها
البريئة والكريمة لهم،تتأمل أنهما يقومان بمساعدة جيدة لها ، ولكن بضحكة تشبه
زغزغة العصافير ابتعدا عنها لكي يدخلا محل بيع كماليات .كانت قد سمعت أن هؤلاء يسمون
بـ ”نجل السادة” ولا تزال لا تعرف معناها،
لكنه تعرف أنهم ابناء الملالي .
فسألت والدتها أحد الأيام : هل نحن نستطيع ايضا
أن نكون ”نجل السادة” ؟! ولماذا هم لديهم
كل شيء وليس لدينا اي شيء؟!
أنا أيضا أريد أن أذهب إلى المدرسة ، وألعب مع
دمياتي ، اتناول حلوى و اتجول مع اخي الصغر
فمسحت الوالدة يدها بمحبة على وجهها ورأسها وقالت : هذا ما قدره الله ومسحت الأم دموعها
بجانب من عباءتها .
كانت ”زهراء” مغمورة في أحلام طفولتها حيث سقطت
نائمة وبجانبها اناءها الصغير لجمع النقود . وكانت المارة في أياب وذهاب ..
و ليس هذامجرد وضع حال ”زهراء” الصغيرة فحسب بل هو مصير ألاف اطفال الشوارع وليس
وضعهم افضل منها .
وعندما يعيش الآن أكثر من 40٪ تحت خط الفقرفي
إيران أي ما يقرب من 32 مليون شخص ، وعندما يبلغ عدد اطفال العمل الي 7 ملايين
، و وفقا للأرقام الرسمية، 30٪ من هؤلاء الأطفال ينساقون إلى الجريمة والفساد ، ويتعرضون للإستغلال من قبل عصابات تهريب المخدرات و عصابات اتجار
البشر ، وهل يتوقع مصير آخر سوى الظلام
والدمارفي انتظار هذه البراعم التي لم تتفتح بعد ؟
ولكنه ....
قد لاحت في الأفق طليعة النصر ذاهبة لكي تخفف
عبء الفقرالشاق عن كاهل هؤلاء الصغار بال اطاحة بالملالي .
وليس ذلك اليوم ببعيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق