السبت، 4 نوفمبر 2017

طنين ......حكاية مدهشه من مجزره 1988

بقلم : م مظفر 

لم يتجاوز عمر “طنين “ ال 5 أشهر عندما سجن والدها، لم تشعر بدفء ذراعيه يوما, اولى الكلمات التي تعلمها كانت بابا وسجن.
كانت تلتقي بوالدها مرة واحدة في الشهر لتشاهده من خلف القضبان.
كان حب والدها لها يزيد اليوم تلو الاخر.
شاهرخ وهو يفكر بينه وبين نفسه .. يتوق لسرد قصة لابنته كل ليلة قبل نومها.


كان اسم شاهرخ ذائع الصيت في مسجد سليمان، كان  معروفا للجميع بفضل المؤسسة الخيرية التي يديرها ومساعداته للفقراء, كان محبوبا لدى الناس..
الا ان الروح المتمردة كان لها نغمة أخرى وعلى دراية بالمقاومة والمجاهدين ممن تعرفت عليهم.

اطلقت على ابنتها اسم طنين
اسم جميل وذو مغزى
نغمات صوت الآلاف من السجناء
صدى  صرخات السجين الشجاع المحتجز في غرفة التعذيب
ضحكات الفتيات الفقيرات اللاتي تنمن على وقع الرسوم المتحركة ليلا.
وقع اقدام الأطفال العمال الذين يركضون من شارع لاخر لكسب لقمة العيش.


السجن هو مكان الحرب بين الأضداد داخل كل شخص
الحرب بين الخير والشر
الحرب بين الأبيض والأسود
بين الضوء والظلام
وأخيرا الحرب بين الله والشيطان

فمن ناحية، تدعوه قوى الشر للاستسلام والتفرغ لجميع عوامل الجذب للحياة  “
لا تصر على قضيتك
البقاء احسن من الموت خاصة في الربيع
الا ان كرامة الإنسان وحبه للناس كانا يدعوانه الى المقاومة والصمود
كان شاهرخ من هذا القبيل
أراد الجمال والحب للآخرين.


كانت طنين تبلغ ال 4 سنوات من عمرها
 بدات تبدو احلى يوما تلو الاخر
زاد تعلق الأب بها


حل فصل الصيف
بعد  امر من خميني  أخذوا مجموعة من السجناء للاجابة على سؤال واحد
كان الجواب البسيط رهيبا!
يتوجب اختيار كلمة واحدة فقط للاجابة:
مجاهد أو منافق
الكلمة التي تجلب شخصا ما إلى الأعلى و ترفعه الى كوكب الفدا، لتكون روحه خالدة إلى الأبد. الا ان الثمن كان باهظا، وكان سعرها التضحية بالحياة المريحة..
اما الخيار الاخر فيعني الهروب من الحداد والاستسلام والعيش بمذلة..

جلس رجل على وقع حادث عصيب
انتفض الاخر كالرعد منتصبا
ذاك اختار الخداع ووصم بالعار
اما الاخير بذل النفس والنفيس سرا

عندما كتب وصيته في  الليلة الأخيره
كان يفكر بطنين التي تعلقت اليوم بوالدها اكثر وهو كذلك
كانت جميلة, ودودة، حلوة وحلوة...
كان غدا هو يوم اللقاء مع طنين ...

استيقظت طنين في وقت مبكر من الصباح، تماما كما كانت تفعل في كل أيام زياراتها السابقة لوالدها، قالت والدتها: "دعونا نذهب لنرى الأب."

مشطت والدتها شعرها وألبستها ثوبا جديدا من شأنها أن تأخذ بذلك قلب والدها أكثر.
اخذت معها باقة من زهور البابونج لإعطائها لأبيها نفس الايام السابقة.
وإرسال قبلة له من الجزء الخلفي من زجاج السجن


وصلوا إلى السجن
رئيس السجن، الذي كان أشبه بالغوريلا البرية،
قدم لهم كيسا من الملابس وكتاب القرآن الكريم من متعلقات والدها. قائلا:
قتلنا ابوك!!!
وقعت الزهور الى الأرض

وخلد اسم شاهرخ الى الابد ...

.................................................................................................

عنوان تويتر
mozafara1@

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما هي الأسس للعلاقات الدولية لمجاهدي خلق؟

مقال هام حول نشاطات مجاهدي خلق في مجال الدولي   دبلوماسية منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وأسسها 10/8/2018 دبلوماسية منظمة مجاهدي خ...