بقلم : م مظفر
على مدى ما يقرب
من أربعة عقود، وإيران والمنطقة تحترق في ظل فتنة ملالي إيران، حيث لم يبق هناك
بلد آمن الا وتدخل النظام الإيراني في شؤونه.
بدءا من العراق
وسوريا واليمن والبحرين وصولا الى فلسطين ولبنان وافغانستان واذربيجان..
إن سبب هذه
التدخلات ، المتأصلة في طبيعة النظام الرجعية، جديرة بمناقشة مفصلة لا يسع هذا
المقال سردها.
ما هو الحل الانجع لوضع حد لمثل هذه التدخلات السافرة في شؤون دول
المنطقة والانتهاكات الجسيمة التي يمارسها النظام الايراني في الداخل؟
بشكل عام ليس هناك سوى حلين :
1. الحل الأول: على مدى ما يقرب من 40
عاما، ومعظم دول المنطقة, خاصة الولايات المتحدة والدول الأوروبية تغض الطرف على
تدخلات النظام الايراني في شؤون دول المنطقة وعلى جرائمه بحق الشعب الايراني
منتهجة سياسة المساومة معه.
والحل هنا يكمن
في وضع حد لهذه السياسة والوقوف في وجه النظام الاجرامي.
2. الحل الثاني: يتجسد في سياسة الحزم
التي تنتهجها المقاومة الايرانية
والمجاهدين اللذين اصروا بان النظام الايراني لا يعي سوى لغة القوة.
وبصرف النظر عن
أي تحليل نظري, فان تجارب العقود الماضية، هي أفضل دليل على نتيجة السياسة الخاطئة
تجاه النظام الايراني.
منذ ان نفي
خميني إلى العراق في عام 1963 بعد الاحتجاجات الشعبية التي قمعها الشاه وتغير
ميزان القوى لغير صالح الشاه, لم يفعل خميني خلال 15 عاما الشيئ الكثير، باستثناء
عدد قليل من الإخطارات، وكان منعزلا بدافع الخوف.
علينا أن نعلق
المشانق في كل ساحة وان نقطع ألسن المعارضين.
في عام 1979،
احتجز النظام الايراني رهائن امريكين لمدة 444 يوما في السفارة الأمريكية في طهران.
رفض خميني حينها
أي حل عرضه المجتمع الدولي وشخصيات سياسية
ودينية.
لكن وبمجيء
دونالد ريغان وتوليه رئاسة الولايات المتحدة الامريكية وقيامه باصدار انذار ضد
الملالي,
اذعن الاخير ليس فقط بإطلاق سراح جميع الرهائن فحسب بل تعداه الى
منحه 24 مليار دولار من رصيد الشعب الايراني الى امريكا في عقد الجزائر.
خلال الحرب الدامية التي دامت 8 سنوات بين إيران والعراق، والتي أسفرت عن مقتل حوالي مليون
شخص واهدار أكثر من 1000 مليار دولار من الخزينة الإيرانية,
رفض خميني خلالها
جميع الحلول التي تقدم بها المجتمع الدولي مصرحا ان "السلام يعني دفن
الإسلام،
نحن نكافح حتى
آخر طابور في طهران".
ولكن عندما وجد
العراق اليد العليا في الحرب، قبل قرار 598 شعر بخيبة أمل، و شرب كأس السم بكل ذل.
عندما احتجز
البحارة الإنجليز رهائنا في بحر عمان ، منحتهم الحكومة البريطانية مهلة 48 ساعة،
استجاب النظام الايراني ليس فقط بتحريرهم، بل منحهم رئيس النظام احمدي نجاد عدة
هدايا.
عندما هاجم
مرتزقة الملالي سفارة السعودية في طهران وأحرقوها واجه نظام الملالي موقفا حاسما
من جانب المملكة العربية السعودية، حيث قطعت الاخيرة علاقاتها معه، وعرضت اطراف
عدة الوساطة بناء على طلب النظام الايراني
لاعادة العلاقة مع المملكة العربية السعودية بكل ذل, الا انهم لم يفلحوا واشاروا
إلى ان الطلب كان خطأ استراتيجيا.
وقبل فرض
العقوبات الأمريكية، حاول النظام ارعاب الولايات المتحدة الامريكية. لكي تنسحب من
هذه الخطة.
واعلن الجعفري
"قائد الباسداران" ان القواعد الامريكية ليست آمنة من صواريخنا على مدي
2000 كيلومتر
وكلما هددت
الولايات المتحدة بعقوبات اضافية على النظام, صرح جعفري "إننا لا ننوي القيام
بذلك ولن نضيف نطاق الصواريخ" !!!
على إثر إطلاق
صاروخ الحوثي على المملكة العربية السعودية بأمر من النظام الإيراني،
كتبت جريدة
كيهان التابعة لخامنئي ان الامارات ستكون الهدف التالي, غير ان الموقف الحازم الذي
اتخذته المملكة العربية السعودية واحتفاظها بحق الرد اجبر النظام الايراني على
التراجع.
وقال جعفري رئيس الحرس شعر بالرعب وقال إن هذا ليس عملنا ،
ولن نتمكن من إرسال صاروخ إلى اليمن على الإطلاق!!!، متناسيا انه تم احتجاز العديد
من السفن المحملة بعدة أسلحة بما فيها الايرانية كانت في طريقها الى اليمن .
كل هذا يوحي الى
أن الملالي لا يفهمون لغة أخرى سوى لغة القوة.
وكل هذه
الممارسات ناجمه من ضعفهم الشديد في مرحلة اطاحة.
ان اسقاطهم لأمر
محتوم, خاصة في ظل ازدياد الازمات الخانقة عليهم اليوم تلو الاخر.
ان مزبلة
التاريخ في انتظار هؤلاء المجرمين...