بقلم :م مظفر
على مدى العقود
الأربعة من الحكم الأسود للملالي ، تظاهر المواطنون الغاضبون مئات مرات في انحاء مختلفة من ايران .
وبطبيعة الحال،
فقد كان رد النظام عليهم بالرصاص الحي والاعدامات والزج بهم في السجون .
كما لم يدخر جهدا
لارتكاب اي جريمة بحقهم في هذا المجال.
ومن أهم هذه
المظاهرات ، كانت تلك المظاهرات الحاشدة في مشهد واسلام شهر وقزوين ،حي الجامعه في طهران عام 1999
وانتفاضة عام 2009 ،ثم واجهنا مظاهرات متناثرة في شتى اصقاع
البلاد، الا ان نظام الملالي القاسي قمعها بكل وحشية.
السؤال الذي يسترعي الانتباه هو
ما إن كانت
المظاهرة الحالية التي جرت وتجري في إيران ستتفاقم وسيزيد نطاق انتشارها أكثر
فاكثر.
ولكن الامر الذي
تجدر الاشارة اليه هو ان الفترة الحالية شهدت مظاهرات فريدة من نوعها.
ومن الممكن سرد
مواصفاتها عبر البنود التالية:
1
- تحولت المظاهرات الى سياسية اكثر فاكثر ويوما تلو الآخر، بدات بسبب المشاكل
التي يعاني منها المواطنون مثل عدم دفع الرواتب أو سرقة ممتلكاتهم، وما إلى ذلك،
الا انها سرعان ما استهدفت وبسرعة مبدأ حكم النظام مرددة شعارات ارعبت النظام.
“اطلاق سراح
السجناء السياسيين“
”روحاني انت تاكل اموال الناس”
”بهذه الاختلاسات اصبحت ايران كربلاء”
”نحن رجالاً
ونساءً اهل النضال ، نتحداك في ساحة القتال”
”اترك سوريا وفكر
بنا”
”المدفعية ،
الدبابة ،الرشاش لن تخيفنا”
2.
حجم المظاهرات،
المنتشرة في أرجاء إيران الأربعة، من طهران إلى مشهد، رشت، تبريز، أراك، أهواز،
أصفهان، شيراز ........
. 3تنظيم المظاهرة هو نقطة مهمة تلعب دورا محوريا في
استمرارها، كما اليوم الذي تنظم فيه، فعلى سبيل المثال، الاحتجاجات الأخيرة التي
جرت في طهران كانت بسبب مناشدات اطلقها ناشطون عبر شبكات التواصل الاجتماعيه,
بفضلها انضم اليها الكثير من المواطنين من مدن عدة.
4
- إن مشاركة المرأة في هذه المظاهرات ذات أهمية كبرى، فالرغم من معاناتها من
القمع خلال سنوات الحكم الاستبدادية، الا
انها لازالت متواجدة في الصفوف المتقدمة
من المظاهرات بفضل شجاعتها.
وخير مثال على
ذلك مظاهرات مشهد التي شاركت فيها النساء مرتديات اكفانا
وكان شعارهن ”هيهات منا الذلة
”
5
- واستمرت الاحتجاجات، بالرغم من قمع الشرطة الوحشي للشعب التي كان من المتوقع
أن يوقف حشد أولئك الذين فقدوا أرواحهم على مدار الساعة، الا انهم اكتشفوا ان
المظاهرات زادت من انتشارها واتسعت اكثر مما كانت عليه
في هذا المجال
المقاومة الايرانيه ومناصري المقاومة يساندون هذه المظاهرات بكل قوه وحسب
استطاعتهم .
كما دعت السيدةرجوي عموم المواطنين لاسيما الشباب في أرجاء البلاد إلى دعم المواطنين المنهوبة أموالهم
وغيرهم من الشرائح المغلوبة على أمرهم من الذين تعرضوا لنيران الظلم وإلى دعم
احتجاجاتهم المطالبة بالحق والسعي إلى توسيعها.
استنتاج
وتشير جميع
المعلمات المذكورة أعلاه إلى أن الظروف قد تغيرت وتغيرت،
وفي ظل الوضع
القائم، وبعد تغيير التحيز الدولي والإقليمي المناهض للنظام الإيراني، والظروف
الاجتماعية والسياسية السائدة في ايران، أصبح يوم وقوعه اقرب أكثر فأكثر، ومن
ناحية أخرى، ازدياد الدعم الدولي والإقليمي لمطالب الشعب رفع من معنوياته في
مواجهة هذا النظام.
ما حدث في عام
2009 من المظاهرات الشعبية التي خرجت لاستئصال النظام وبسبب سياسة التسوية التي
انتهجها الغرب وعلى وجه الخصوص ادارة اوباما, شجعت النظام لقمعها عبر قتل اكبر عدد
من المتظاهرين
والحقيقة هي أن
الاحتجاجات في انتشار على نطاق أوسع كل يوم.
ان الملالي يحتضر
وفي مراحله الأخيرة.
بدانا نسمع صوت
اجراس سقوط هذا النظام
ستشرق الشمس
الحرية عاجلاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق