السبت، 5 أغسطس 2017

رأسٌ على المشنق في أعلى الجبل


بقلم :م مظفر 
ورمادك حيثما ذهبت به الرياح  
نبتَ رجل من تحت التراب
فماذا قرأتَ في صلاة الحب
حيث مرت عليك سنين وانت على المشنقة
ولايزال الجلاوزة العجوز تهاب جثمانك !!!!

اصبح حراك المطالبة بالعدالة لمجزرة 1988 يحتدم بشكل يومي ، وغليان دماء الشهداء يزيد يوما بعد اخر لتزيح اللثام عن وجوه الجلادين وتفضحهم أكثر فأكثر.
مما لا شك فيه بعد سقوط الملالي ،,ينبغي أن تدون كتب ومجلدات بهذا الخصوص كونه يمثل ”صفحة ذهبية”  من تاريخٍ دام لأمة ٍ لن تتنازل أبدا ولن تستسلم للملالي  وستبقى راية المقاومة مرفوعة بتضحية خيرة ابنائها .
ومما لا شك فيه أن تاريخ إيران القادم سيفخر بإبنائه، اولئك  البواسل ممن ضحوا دون توقع الرد بارواحهم العزيزه عليهم لأجل انعتاق وخلاص أمة وشعب.
 رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
البطل ” محمد على كوهساري” كان من زمرة اؤلئك البواسل ، اصداء ضحكاته وكلماته لا زالت تدوي في أذني .
حقا كان صبره وتحمله وأمله في المستقبل مذهلا، في الوقت الذي كانت تتساقط الصعوبات من كل مكان ولم يكن هناك متسع لبصيص من الأمل .
عُذب عذابا شديدا في السجن ، حيث كان قد رافقه ألم الظهرالمبرح حتي نهاية حياته، لكنه لم يتفوه باية شكوى اطلاقا .
الحديث عنه ذو شجون !!!!
إما قبل اعتقاله وبسبب طبعه المنيع ضحى ببيته كون رفاق دربه لم يكن لهم منزلا ليقضوا فيه الليل وكان قد نصب الجلادون كمائن في كل مكان مترصدين بحمامات الحرية الحُمُراللون ، وكان بنفسه نازحا في احد الشوارع الى ان تم القاء القبض عليه.
اوعندما كان يرضخ تحت التعذيب الهمجمي لم يبح بكملة واحدة تاركا الجلادين بحسرة وحرقة لعدم تمكنهم من استخراج اية معلومة منه تخص المناضلين .
واما في منتصف ذلك الليل البارد ، تم القبض عليه وهو لم يرتدي الا قميصا واخذوه الى المحكمة وكان يرتعد من البرد ، فالتفت اليه ”حاكم الشرع” قائلا ، مابك هل تخاف من الموت ؟
فرد عليه محمد علي بدم بارد وبهدوء مكشرا بوجهه قائلا: ان كنت اهاب الموت لما خضت درب المجاهدين .
واستطرد بالقول : دعوني انقل لكم القصة واسترسل في حديثه قائلا :
عندما كان الزعيم الكبير مصدق في محكمة لاهاي وتحدى الإستعمارالبريطاني في المحكمة ، سخر منه المراسل : أنت الأن ترتعد من شدة الشيخوخة فمابالك اذا تشابكت مع بريطانيا العظمي ؟!
فردعليه مصدق قائلا: نحن في مدينة أصفهان لدينا مئذنة متذبذبة ومتأرجحة ، ولهذه المئذنة سنوات عديدة على تلك الحال الا انها ظلت ثابة ومستقرة طويلة القامة
ونحن ايضا ابناء مصدق نفسه .
فلم يتحمله ”حاكم الشرع ” المجرم والذئاب المفترسة الأخري من معه من الحرس  فانهالوا علي تلك الحمامة الملطخة جناحيها بالدماء ، بالضرب المبرح مدمرين وساحقين اياها الا انه ورغم الالم والمعاناة انتصرعليهم في هذا المشهد الدامي.وعندما اطلق سراحه سرعان ما التحق بالمقاومة الإيرانية  .
في المهمة الأخيرة الخطيرة التي كُلف بها ، التقيت به وهو كان متجها الى أن يضم رفاق دربه الأخرين للالتحاق بالمقاومة ، راودتني فكرة بانني لن أراه قط مرة أخرى ، فحضنته وقبلته وبكيت بشدة ، لكنه رد علي بهدوء ينم عن حبه العميق الناتج من وفائه بعهده وولائه لقضيته قائلا: إذا كان من المقررتحقيق حرية الشعب الايراني فيجب أن نضحي ببحر من الدماء . فما اعظم هذا الفخرأن تكون دمائنا انا وانت نقطة من هذا البحر!!!!
وتم القاء القبض عليه في هذه المهمة الخطيرة ، والجلادين الذين كانوا يحملون حقدا و ضغينة كبيرة تجاهه ، انهالو عليه بالتعذيب حتى الموت ، وأخيرا وفى  بعهده الدامي في تموز 1988 ، وتحولت دمائه الزكية، جنبا إلى جنب مع دماء 30 ألفا آخرين الى نهر هائج وبعبارة اخري الى سيل عظيم هائج ، رحل لكي يطوي حياة الملالي برمتها .
أليس الصبح بقريب !!!






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما هي الأسس للعلاقات الدولية لمجاهدي خلق؟

مقال هام حول نشاطات مجاهدي خلق في مجال الدولي   دبلوماسية منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وأسسها 10/8/2018 دبلوماسية منظمة مجاهدي خ...