بقلم : م مظفر
بعد انتفاضة الشعب الإيراني في يناير /
كانون الثاني 2018 ، والتي مست 142 مدينة،هزت أركان النظام ولايزال النظام يرتعد
من تداعياتها ويحذر بعضهم البعض من خطر الإطاحة به السؤال المطروح الآن في
كل مكان هو ما إذا كانت هذه الانتفاضة تتبع مصير انتفاضة 2009؟ هل يستطيع النظام
الإيراني مرة أخرى قمع هذه الانتفاضة؟ حقا ما هو الفرق مع انتفاضة عام 2009؟ يجب
أن يقال أنه في جميع المجالات هناك اختلاف نوعي مع انتفاضة عام 2009
1. خلال انتفاضة عام
2009 ، كان هناك صراع بين جناحي السلطة بخصوص الانتخابات والتزوير الذي وقع
، في حين أن هذه الانتفاضة اتت نتيجة تنامي الفقر والجوع الذي ألقى بالناس في
الشوارع.
2
2.
. خلال انتفاضة عام 2009 ، كانت قيادة هذه الحركة من قبل الجناح المهزوم
”الأقلية” للنظام أي، موسوي وكروبي ، الذين كانت اقصى طلباتهم هي
تحقيق دستور النظام ، كوسيلة لكسب السلطة والظفر بحصة من السيادة ، في نهاية
المطاف تركوا المعركة وخانوا الشعب ، في حين أن قيادة هذه الانتفاضة وفقا للنظام
الإيراني ، هي بيد المعارضة المطالبة باسقاط النظام ، وأن الشعارالوحيد هو الإطاحة
به.
3
3.
. في انتفاضة 2009 ، غالبية المشاركين فيها كانوا من الطبقة الوسطى ممن
خرجوا إلى الشوارع ، بينما اندلعت هذه الانتفاضة اندلعت بالأساس من الطبقات
الكادحة والشباب العاطلين عن العمل الذين اتوا إلى مسرح الأحداث ، اضافة الى طبقات
وشرائح أخرى شاركت فيها بسبب الحرمان وانعدام الحرية. 4
4.
. خلال انتفاضة عام 2009 ،تم إطلاق شعار "الموت لمبدأ الولي الفقيه
وخامنئي" بعد عدة أشهر من اندلاعها ، بينما في هذه الانتفاضة وخلال اليوم
الثاني ، كان الشعار الرئيسي هو الموت لخامنئي والموت للدكتاتور. 5
5.
. انتفاضة عام 2009 ، مست المدن الكبرى مما سهل على النظام جلب عملائه
اليها من نقاط مختلفة من البلاد ، في حين أن هذه الانتفاضة ، وبسبب نطاقها
الواسع وانتشارها في 142 مدينة ، لم تتح للنظام الفرصة لنقل قواته القمعية
هناك وبشكل واسع ، وكان هذا هو السبب وراء جعل أيدي شباب إيران مطلقة . 6
6.
. في عام 2009 ، كان الحد الأقصى لعدد الأشخاص الذين يستخدمون الإنترنت
حوالي مليون شخص ، بينما أصبح الآن ، وفقًا لمسؤولي النظام ، 40 مليونًا من
مستخدمي التلغرام.
7
7.
. في عام 2009 ، لم يكن النظام الإيراني فقط معزولًا عن العالم ،بل
ساهمت سياسة أوباما الداعمة له في منحه اليد الطولى لقمع الشعب الإيراني ، لكن
الآن السياسة الرسمية للولايات المتحدة داعمة لاحتجاجات الشعب الإيراني ، ونسمعه
هذه الأيام مرارا وتكرارا من قبل المسؤولين الأمريكيين. لنذكر أن قضية مظاهرات الشعب الإيراني احيلت إلى مجلس الأمن التابع
للأمم المتحدة للمرة الأولى . 8
8.
. في عام 2009 كانت غالبية تشكيلات المجاهدين في أشرف خاضعة للحصار
المفروض من قبل مرتزقة النظام الإيراني وقد هاجموا المجاهدين واسروا عددا منهم
الامر الذي كان سببا في استنزاف طاقات المجاهدين والمقاومة الإيرانية وتركيزها على
مقاومة تلك الهجمات ، بينما اليوم اصبح للمجاهدين بعد مغادرتهم العراق اليد العليا
في مواجهة النظام الإيراني، وليس من قبيل الصدفة أن يتحدث خامنئي في
خطابه الأول عن دور المجاهدين في الإنتفاضة الأخيرة. 9
9.
. إن أهمية هذه الانتفاضة تكمن في أن خامنئي بنفسه قدم اعتذاره مرتين
رسميا إزاء موقفه الضعيف ، ليحتوي بذلك شعلة هذه الانتفاضة ، وتبعه اعتذار
رموز النظام من كبيرهم الي صغيرهم ، وكأن كل هذه الجرائم والسرقات ستنتهي بتقديم
الاعتذارات
.10 أفضل سبب لإثبات هذا الادعاء يكمن في ضرورة امعان النظر في انتفاضة يوم الأربعاء ، لنرى أن اندلاع هذه الانتفاضة ستزداد الإخيرة توسعا يوما بعد الآخر .الى ان يصل اليوم الذي يتم فيه اجتثاث الملالي من .المنطقة برمته، وليس ذلك اليوم بعيد